دليل أفضل المتاحف في أبو ظبي
رسّخت أبوظبي مكانتها كإحدى أكثر مدن العالم جذباً للسياح والاستثمارات في السنوات الأخيرة، إذ ساعدت الاستثمارات الضخمة وتدفق الكفاءات العالمية على رفع شعبيتها بشكل ملحوظ.
فإلى جانب ما توفره من ترفيه عالمي المستوى ومرافق استثنائية، ينعم سكانها وزوارها بمجموعة واسعة من الخدمات الراقية. ومع ذلك، فإن أبوظبي تركز على المستقبل، وتعكس احترام عميق للتراث من خلال تزايد عدد المتاحف التي تحتفي بتاريخ المنطقة الغني وثقافتها.
ومن أبرز هذه المتاحف "متحف اللوفر أبوظبي"، الذي يُعد النسخة الوحيدة من اللوفر خارج باريس وهو رمز أيقوني لمكانة المدينة العالمية وطموحها الثقافي.
تابع القراءة لاكتشاف أفضل المتاحف التي تحتضنها أبوظبي.
متحف اللوفر أبوظبي
يُعتبر بلا شك المعلم الأبرز على صعيد المتاحف في العاصمة، حيث يضم مجموعة استثنائية من أندر الأعمال الفنية والتحف الأثرية في العالم.
في عام 2007، أُبرم تعاون بين أبوظبي وباريس سمح للعاصمة الإماراتية باستخدام اسم "اللوفر" حتى عام 2047. ويُعد المتحف أكبر صرح فني في شبه الجزيرة العربية، إذ يمتد على مساحة 24 ألف متر مربع، وصُمم ليغلق الهوة بين الفن والثقافة الشرقية والغربية، وهو هدف تحقق بجدارة.
يضم مركز العرض تشكيلة واسعة من المقتنيات من مختلف قارات العالم، حيث تمثل حضارات عديدة. من بين أبرز المعروضات، أدوات من حضارة الإنكا، وفخار من حقبة كوريو القديمة في كوريا، وآثار من تركيا ما قبل العثمانيين. أما الأعمال الفنية فتشمل لوحات لفنانين عالميين مثل رامبرانت وغوغان، إلى جانب منحوتات بارزة مثل "رأس بوذا" من شمال الهند في القرن الخامس.
كما يضم اللوفر أبوظبي "متحف الأطفال التفاعلي"، الذي يقدم معارض مميزة مثل "تصوير الكون"، حيث يعيش الأطفال تجربة غامرة في عالم الفضاء.
وبفضل موقعه الساحر على الساحل حيث يلتقي البحر بالممرات المائية، يمكن للزوار بعد جولتهم في المتحف أن ينطلقوا في رحلة على متن قارب كهربائي حول المبنى، أو حتى الاستمتاع بجولة كاياك حوله، وهي تجربة مثالية خلال الأيام المعتدلة.
متحف النور والسلام – جامع الشيخ زايد الكبير
رغم صغر حجمه مقارنة بمتحف اللوفر أبوظبي العملاق، يبرز متحف النور والسلام كنموذج رائع للمساحات المتحفية المعاصرة.
بتصميم أنيق وإضاءة استثنائية، يعرض المتحف أعمال علمية وأدبية وتاريخية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وبفضل مساحته المدمجة، يمكن للزوار التجول فيه في أقل من ساعة، ليكون ختام مثالي لجولة في الجامع الكبير الذي يحتضنه.
يمثل المتحف رحلة روحية عبر الإيمان والإلهام والتعايش، ويجسد الإرث المتواصل لنهج دولة الإمارات القائم على التسامح والسلام، ليكون بمثابة منارة للانسجام الثقافي.
ينقل المتحف زواره عبر خمس مناطق مميزة تغطي موضوعات مثل، التسامح، والقداسة والعبادة، والدقة والجمال، والانفتاح والتسامح، والتعايش العالمي. وتتيح "منطقة العائلة" تجارب حسية للأطفال والأسر، مع إبراز معمار المتحف من خلال الألعاب والأنشطة في أجواء ممتعة وتفاعلية.
متحف الجسم
متحف فريد من نوعه يقع في قلب أبوظبي بجامعة خليفة، يأخذ الزوار في رحلة متعمقة لاستكشاف جسم الإنسان.
من خلال معرض يسلط الضوء على الجوانب الرئيسية للبنية الجسدية، يدعو المتحف الزائر إلى النظر داخل جسده كما لم يفعل من قبل. وتتمثل رسالته في التثقيف والإلهام والارتقاء، مع هدف إضافي يتمثل في تشجيع الزوار الصغار على دراسة العلوم الطبية، إلى جانب إبراز أهمية اتباع نمط حياة صحي. المتحف غير ربحي بالكامل، وهو تابع لإحدى أرقى جامعات الإمارات، حيث يضع التعليم في صدارة أولوياته. وبالاطلاع على العمليات الحيوية تحت الجلد، يبرز المتحف الفوارق الواضحة بين أنماط الحياة الصحية وغير الصحية.
يعتمد هذا المعرض الدائم على تقنية علمية تُعرف باسم "التصوير البلاستيكي" (Plastination)، وهي طريقة لحفظ الجسم البشري عبر منع التحلل، مع إبقائه في حالة صلبة وخالية من الروائح. هذا يتيح لمس ودراسة الأجساد دون أي مخاطر تلوث.
وإلى جانب ذلك، يستعرض المتحف أثر مفكري العالم الإسلامي في العصور الوسطى على تطور الطب الحديث، مما يجعله إضافة فريدة ومثيرة للاهتمام إلى المشهد الثقافي والتراثي في المدينة.
قصر الحصن / بيت الحرفيين
لا تكتمل أي قائمة عن متاحف أبوظبي من دون ذكر أيقونة القصر الحصن. هذا القصر والحصن الذي بُنيت حوله المدينة الحديثة، يمنح الزوار لمحة نادرة عن الماضي وفرصة لرؤية أسلوب حياة الشيوخ في الأزمنة الغابرة.
القصر تحفة تراثية قائمة، ويُعد أقدم مبنى حجري في المدينة. بُني في البداية لحماية البئر الوحيد للمياه العذبة في المنطقة، وأصبح اليوم موقع ذا أهمية كبرى في البحث التاريخي والأثري والمعماري، كما يحتضن "بيت الحرفيين" متحف مخصص للعلاقة بين شعب الإمارات والموارد الطبيعية المحيطة بهم.
يحتفي المتحف بتاريخ غني من الحرف اليدوية، مبرزاً براعة الحرفيين القدامى الذين ازدهروا في المنطقة وصنعوا منتجات متنوعة باستخدام تقنيات مثل "السدو"، وهو شكل تقليدي من النسيج البدوي. وقد كان ذا أهمية كبرى في الثقافة، إذ استُخدم لنسج "بيت الشعر"، الخيمة التي كانت مأوى القبائل لأجيال طويلة.
كما تُعرض فيه ممارسات تقليدية أخرى مثل نسج الشباك، للاستفادة من خيرات البحر ونسج سعف النخيل المعروف باسم "الخوص".
واحة الكرامة
تقع واحة الكرامة على بُعد خطوات قليلة من جامع الشيخ زايد الكبير، وهي النصب التذكاري الذي أُقيم تكريماً لأبطال الوطن. صُممت الواحة بتوجيه من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، ليكون موقع رسمي يخلّد ذكرى الشخصيات الإماراتية البارزة عبر التاريخ.
يبدأ الزوار رحلتهم من مركز الزوار، حيث يمكنهم التعرف أكثر على النصب التذكاري، وكذلك على الجهود الدبلوماسية والإنسانية التي بذلتها دولة الإمارات. يضم المركز أربع قاعات عرض تتيح للضيوف فهماً أعمق للمكان وللشخصيات المرموقة التي يكرّمها.
وبالانتقال إلى الخارج، تمثل ساحة النصب التذكاري قلب المجمع وأبرز معالمه، وتحيط بها مدرّجات تتسع لنحو 1200 شخص. ويقف النصب التذكاري نفسه في وسط الساحة كتحفة معمارية مهيبة، مكوّن من 31 لوحة معدنية مائلة على بعضها البعض، في رمز إلى الوحدة والتكاتف والقيادة التي جسّدها المكرَّمون. تزيّن اللوحات أبيات شعرية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إضافة إلى اقتباسات لشخصيات بارزة ساهمت في بناء الدولة وتحويلها إلى قوة ثقافية واقتصادية عالمية.
وتُختتم الجولة في جناح الشرف، حيث نُقشت أسماء أبطال الإمارات على ألواح معدنية معاد تدويرها من مركبات عسكرية تابعة للقوات المسلحة، ليظلوا شاهدين على العزة والوفاء.