دليل لاعبي الغولف لأفضل ملاعب أبو ظبي
بفضل تعدد ملاعب الغولف المنتشرة في أرجاء المدينة، تُعد أبوظبي وجهة رائدة لعشّاق هذه الرياضة في دولة الإمارات العربية المتحدة. بمجرد انطلاق الضربة الأولى هنا يعني دخول عالم يجتمع فيه تصميم الملاعب المبتكر، والضيافة الفاخرة من فئة الخمس نجوم، والمناظر الطبيعية الخلابة، لتُعاد صياغة تجربة الغولف بأسلوب راقي وفريد. ورغم أن ملعب "ياس لينكس" يُعدّ الأشهر والأكثر تميزاً في الدولة، إلا أنه ليس الوحيد الذي يستحق الإضاءة عليه. في السطور التالية، نستعرض أبرز تجارب الغولف التي تقدّمها العاصمة الإماراتية.

ملعب ياس لينكس
يُصنف هذا الملعب، الذي صممه المهندس كايل فيليبس، في المرتبة الأولى على مستوى دولة الإمارات كلها. يتميز بممرّاته الواسعة، إلى جانب هندسته الطبيعية المتقنة.
تُعد أرضيات اللعب فيه سريعة، والمساحات الخضراء دقيقة ومهيأة بعناية، وهي محاكاة مدهشة لأسلوب الملاعب الساحلية التقليدية، رغم بُعده عن أجواء السواحل البريطانية التي نشأ فيها هذا النوع من الملاعب. حيث تتشابهه مع ملعب "كاسل ستيوارت" في اسكتلندا إلى حد التطابق. هذا النجاح يعكس الرؤية الطموحة التي انطلقت منها مسيرة الغولف في أبوظبي، والموارد التي وُظفت لتطويرها. الاستثناء الوحيد هو نوع الرمال المستخدمة في الحفر الرملية، والتي تختلف عن تلك الموجودة في الملاعب الساحلية الأصلية.
يضم الملعب عدد من الحفر الاستثنائية، أبرزها الحفرة السابعة الطويلة من نوع "بار 5". كما تُطل معظم حفر النصف الأول من الملعب على مشاهد المياه الساحرة، بينما يبدأ النصف الثاني بالحفرة العاشرة الممتعة، وهي من نوع "بار 4"، يمكن الوصول إلى مساحتها الخضراء بضربة واحدة، لكنها تخدع اللاعبين بصعوبة هدفها الحقيقي.
أما الختام، فهو رحلة من المتعة والتحدي مع الحفر 16 و17 و18. تُعتبر الحفرة 16 الأسهل نسبيّاً، رغم أن بعض اللاعبين يحاولون اختصار الطريق فوق الماء فيقعون ضحية مجازفتهم. تليها الحفرة 17 الساحرة من نوع "بار 3"، ثم تأتي الحفرة 18 الأصعب في الملعب بأسره: "بار 5" شديد التعقيد تحيط به المياه على امتداد الجهة اليسرى، وصولاً إلى مساحة خضراء معزولة لا يمكن الوصول إليها إلا من ممر ضيق للغاية. كثير من الآمال بنتائج مشرّفة تحطمت على هذا التحدي الأخير.
باعتباره في المرتبة السادسة والتسعين ضمن قائمة أفضل مئة ملعب في العالم، فإن ملعب ياس لينكس يجسّد بحق مفهوم التميز العالمي في رياضة الغولف.
نادي شاطئ السعديات للغولف
يُعد هذا الملعب الذي صممه اللاعب العالمي غاري بلاير إنجاز سبّاق في عالم الغولف، إذ كان أول ملعب يطل مباشرة على شاطئ الخليج العربي. افتُتح عام 2010، وتمنح ممراته ومساحاته الخضراء اللاعبين إطلالات بحرية لا مثيل لها. ويُعد من النوادي القليلة التي لا يُسمح فيها بالمشي إطلاقاً، نظراً إلى المسافات الطويلة التي يقطعها اللاعبون، لذا العربات هي الوسيلة الوحيدة للتنقل، إذ إن السير سيؤخر وتيرة اللعب بشكل كبير.
تُعرف المساحات الخضراء في هذا الملعب بحالتها الممتازة على مدار العام، وهو إنجاز يُحسب لفريق الصيانة الذي يحافظ عليها رغم درجات الحرارة العالية في المنطقة. كما يضم الملعب عدداً من الحفر الصعبة للغاية، فموقعه الساحلي وطبيعة الصحراء الإماراتية يجعلان الرمال تحيط تقريباً بكل حفرة، مما يتطلب دقة عالية في اللعب.
تُعد الحفرة السادسة من نوع "بار 3" إحدى أبرز محطات الملعب. تمتد مسافتها إلى 236 ياردة من نقطة الانطلاق الخلفية، أو 170 ياردة من نقطة الانطلاق البيضاء للاعبين الذين يفضّلون تجنب التحدي القاسي. وتعد هذه الحفرة مثال على روعة التصميم، إذ تحيط بها الكثبان البيضاء، وتُطل على مياه الخليج العربي الزرقاء من الجهة اليسرى، قبل أن تنتهي بمساحة خضراء مرتفعة تحيط بها حفر رملية مصممة بإتقان.
أما الحفرة العاشرة، التي تُعرف باسم "الفخ"، فهي من نوع "بار 4" قصيرة المسافة (262 ياردة من النقطة البيضاء). تبدو سهلة للوهلة الأولى ويمكن الوصول إلى مساحتها الخضراء بضربة واحدة للاعبين متوسطي أو بعيدَي المدى، إلا أن المخاطر تحيط بها من كل جانب، الشاطئ والبحر من اليسار، ومساحة خضراء ذات مستويين تحفّها حفر رملية عميقة.
إنه ملعب قادر على مفاجأة حتى أكثر اللاعبين احترافاً، وتجربته تتطلب شجاعة وتحدياً حقيقياً.
نادي أبوظبي للغولف
يتميّز هذا الملعب الأنيق بحفرتيه التاسعة والثامنة عشرة اللتين تتجهان نحو مبنى النادي مباشرة، لتمنحا نهاية مثيرة لكلا الجزأين من الجولة.
يتضمّن الملعب عدد كبير من المسطحات المائية التي تُبقي اللاعبين في حالة تركيز دائم، لكنه يصبح سهل التعلّم والملاحة بمجرد فهم تصميمه. ونظراً إلى بُعد الأشجار عن الممرات في معظم الحفر، فإن فرص اللعب تكون متاحة على نطاق واسع، باستثناء بعض المناطق الوعرة القليلة.
من أبرز الحفر الحفرة الثانية عشرة من نوع "بار 3"، حيث يُطلب من اللاعب تجاوز 175 ياردة فوق الماء. ضربة متقنة بالمضرب المتوسط تكفي لتجاوز المسافة، لكن الحفر الرملية على اليمين وخلف المساحة الخضراء قد تعاقب أي انحراف بسيط. أما الحفرة الثامنة عشرة من نوع "بار 5" فهي ختام مليء بالتحدي، إذ تحتوي على انحناءة حادة إلى اليمين ومساحة خضراء تحرسها حفرتان رمليتان من الأمام. يمكن الوصول إليها بثلاث ضربات، لكن من الأفضل أن تكون الضربة الأخيرة طويلة لتفادي الوقوع في الرمال.
يُعد نادي أبوظبي للغولف إضافة مميزة إلى مجموعة ملاعب الدولة، فهو يجمع بين المتعة والتصميم الجميل في بيئة فاخرة.
نادي ياس إيكرز للغولف
رغم كونه ملعب من تسع حفر فقط، يُعتبر نادي ياس إيكرز من أبرز الملاعب في أبوظبي. يقع في قلب مجمّع ياس إيكرز السكني، ويضم حفر مصممة بعناية وسط مشهد مريح وجميل.
يتيح الإضاءة الليلية لعشّاق الغولف خوض تجربة اللعب بعد الغروب، ويضم ملعب من نوع "بار 36" يمتد على أكثر من 3700 ياردة. تبدأ الجولة بالحفرة الأولى الممتدة على 543 ياردة، لتضع اللاعب في اختبار جدي منذ البداية، حيث يواجه الرمال والمياه في أول 180 ياردة، ما يتطلب دقة كبيرة في الضربة الأولى. وبعد تجاوز هذه العقبة، يصبح الطريق أكثر رحابة وصولاً إلى المساحة الخضراء النهائية المحاطة بحماية خفيفة.
أما الحفرة الثالثة من نوع "بار 3" (238 ياردة) فهي قابلة للوصول بضربة واحدة، إلا أن الحفرة الرملية في مقدمة المساحة الخضراء تزيدها صعوبة. في المقابل، تمنح الحفرة التاسعة من نوع "بار 5" فرصة حقيقية لتحقيق نتيجة جيدة، شريطة تفادي الحفر الرملية على اليمين. بعد ذلك، يمكن للاعبين الأقوياء محاولة الوصول إلى المساحة الخضراء بضربة خشبية ثانية، بينما يفضّل اللاعب الحذر التوقف قبل الخندق الذي يقطع الممر عرضاً.
تضم المنشأة أيضاً أكبر ميدان تدريب في أبوظبي، وعدد من المساحات المخصصة للتدريب على الضرب القصير والرمل، إلى جانب مساحة واسعة للتدريب على التسديد. كما يوفر النادي ملاعب للبادل، وصالة رياضية، ومسبحاً، ونادياً عصرياً، وثلاثة مطاعم، ما يجعله وجهة مثالية لمن يرغب في أسلوب حياة رياضي متكامل.
