فترة الشاي بعد الظهر في أبو ظبي تستحق التوقف عندها

 

تعرّف على سبعة أماكن في أبوظبي مناسبة لطقس شرب الشاي ما بعد الظهيرة.

شاي ما بعد الظهيرة طقس كلاسيكي عريق، تعود جذوره إلى صالونات النخبة في بريطانيا خلال العصر الفيكتوري. ما بدأ كاستراحة بسيطة بين وجبتي الغداء والعشاء في القصور الملكية، أصبح لاحقاً لحظة اجتماعية أنيقة يتباطأ فيها الوقت ويزدهر الحديث.

في أبوظبي، يُحتفى بهذا التقليد بأساليب متعددة. بعض الأماكن تظل وفية لأصولها البريطانية بتقديم الشاي مع السندويشات والخدمة الراقية، بينما تتبنى أماكن أخرى طابع أكثر عصرية وهدوء، فتختار أجواء البحر .

إذا كنت تبحث عن مكان أنيق للاحتفال، أو عن مجلس هادئ تُقدَّم فيه أفخر أنواع الشاي دون انقطاع، فإليك سبعة من أفضل التجارب التي تقدمها أبوظبي لعشاق شاي الظهيرة.

 

 

إيبيسودز، قصر الإمارات ماندارين أورينتال

في فندق طالما فضله أفراد العائلة الحاكمة في الإمارات، يُقدم شاي الظهيرة كما يجب أن يكون، بطابع احتفالي يفيض فخامة وهيبة. التجربة تُقام تحت القباب المهيبة وتحيط بها أزهار الكرز، فتجد فيها الأناقة والبساطة دون مبالغة.

تُقدم الأطباق التقليدية على صواني ذات طبقات تجد فيها كعك السكونز الدافئة، وسندويشات صغيرة وحلويات طازجة، لكن القائمة لا تقتصر على الكلاسيكيات البريطانية؛ بل تمتد إلى تشكيلة غنية من الحلويات العربية مثل معمول التمر والبقلاوة الهشة وحلويات معطرة بماء الورد.

قائمة الشاي واسعة ومتنوعة، وتتضمن شاي الماتشا الفاخر، لكن معظم الزوار ينجذبون إلى الكابتشينو الشهير المزين برذاذ من الذهب عيار 24.

إنه المكان المثالي لاستقبال الضيوف من خارج المدينة، لذا احرص على الحجز مسبقاً، ارتدِ ما يليق بالمكان، واستعد لخدمة تليق بالمقام.

 

مجلس السعديات: فندق جميرا في جزيرة السعديات

في الطابق العلوي المطل على شاطئ تغمره النسمات، يقدّم "مجلس السعديات" تجربة شاي ما بعد الظهيرة بأسلوب أخف وأقرب إلى أجواء الاسترخاء: أقل تكلّف، وضمن أجواء مشمسة.

تُقدم الأصناف داخل صندوق أنيق يشبه علبة المجوهرات، تُفتح حجراته لتكشف عن لقيمات شهية يمكن مشاركتها، تجمع بين النكهات الغربية والعربية.

وبالإضافة إلى الحلويات الفاخرة، يتميّز "مجلس السعديات" بتقديم شاي ظهيرة مالح على الطريقة العربية، يضم أصناف محلية مفضلة مثل رقاقات الجبنة وسمبوسك الضأن المحشو بالقليل من الطحينة.

وفي تحية لطبيعة شاطئ السعديات الذي يُعد موطن للسلاحف من نوع "منقار الصقر" المهددة بالانقراض، يقدّم المطعم تجربة مرحة تحت اسم "شاي السلحفاة". تُقدم الأصناف على حاملة على شكل سلحفاة، وتشمل أطباق مبتكرة مثل شرائح الدجاج الملفوف، وطبقات السلمون، وحلوى مستوحاة من نكهات الكابتشينو.

الشاي يُقدم من علامة "جينغ"، مع تشكيلة واسعة من خلطات الأوراق السائبة ونكهات الفواكه الباردة.

 

ذا لايبراري – فندق بارك حياة

يُعد "ذا لايبراري" في فندق بارك حياة الوجهة المفضّلة لعشّاق الأدب والثقافة في أبوظبي لتناول شاي ما بعد الظهيرة.

بأسلوب انتقائي ونكهة بريطانية أصيلة، يتميّز هذا الصالون بجدرانه المكسوّة برفوف كتب عالية، ولوحات جلدية بلون البرتقالي الداكن، ولمسات من الرخام الأسود المستوحاة من أعمال موندريان.

القائمة تحافظ على الطابع الكلاسيكي، من الحلويات المزينة بالتوت الطازج وكعك سكونز دافئة تُقدَّم مع كريمة ديفون، وسندويشات الخيار المُحضّرة بعناية.

تشكيلة الشاي وفيرة ومتنوعة، لكن يظل شاي الإفطار الإنجليزي التقليدي مع رشّة من الحليب البارد هو الخيار المفضّل لدى كثيرين.

هذا المكان أقرب إلى صالة جلوس راقية منه إلى غرفة طعام، وقد صُمِّم ليمنحك لحظات من الهدوء والسكينة لتبادل الحديث، أو الغوص في كتاب جيد أو فقط للابتعاد عن صخب المدينة لبعض الوقت مع كوب شاي ساخن تلو الآخر.

 

ليفل 45: فندق كونراد أبراج الاتحاد، أبوظبي

لمن يبحث عن شاي ما بعد الظهيرة على ارتفاع عالي، فإن ليفل 45 هو الخيار الأمثل.

في الطابق الخامس والأربعين من فندق كونراد في أبراج الاتحاد، يقدم هذا المقهى المرتفع إطلالات بانورامية على البحر، مع خدمة راقية بطابع كلاسيكي.

القائمة أنيقة ومبتكرة، بإشراف كبير الطهاة المتخصصين في الحلويات، سوميدا باليهاكّارا.

من أبرز الحلويات التي يقدمها: 

  • فطيرة الفانيلابرالين
  • زبدة الفول السوداني الممزوج بالتين
  • أطباق البط بالعسل

فيما يعطي لحم البقر على خبز العجين المخمّر لمسة مالحة متوازنة تُثري التجربة.

أما الأجواء، فهي أقرب إلى مشهد سينمائي متكامل، مع عازفة "هارب" تعزف مباشرةً أمام الحضور وأواني فضيّة، ولمسات مسرحية محسوبة بعناية.

كما تُضفي الزخارف الهندسية الإسلامية والإطلالات الواسعة على مدينة أبوظبي طابع محلي أصيل، يجعل من هذه التجربة تجربة إماراتية بامتياز.

 

كريستال لاونج: فندق سانت ريجيس أبوظبي

في الطابق النصفي المطل على الدرج الكبير للفندق، تتحوّل تجربة شاي ما بعد الظهيرة في "كريستال لاونج" إلى طقس نادر بطابعه الأرستقراطي.

تتألق الصالة بأجواء تنتمي إلى عالم قديم أنيق، فيه ثريات زجاجية ضخمة منفوشة بالنفخ اليدوي، وسجاد فاخر، وخدمة راقية تبدو وكأنها مشهد من رواية كلاسيكية أكثر من كونها فندق معاصر.

تضم القائمة نكهات موسمية منعشة، إلى جانب الأطباق البريطانية التقليدية مثل السلمون المدخّن ودجاج "كورونيشن" المتبّل، وهي خيارات تلائم محبي المذاق المالح.

تُضيف مشروبات العنب الفوّارة من نوع "بومّري" طابع احتفالي راقي للتجربة.

و للضيوف الصغار، يقدم "كريستال لاونج" تجربة مخصصة تحمل اسم "الشاي الصغير"، تتضمن مثلجات نوتيلا، وسندويشات بخبز الحليب، وكعكات ملوّنة بألوان الباستيل.

يُقدَّم خادم شخصي كل الطلبات، بدقّة هادئة تُجسّد شاي ما بعد الظهيرة في أكثر صوره التقليدية والأنيقة.

 

المَيْلس: فندق فورسيزونز جزيرة المارية

يُجسّد "المَيْلس" روح المجلس العصري، برقيّ لا يُجيده سوى فورسيزونز. يقع بجوار البهو الرئيسي، ويتميّز بمساحته الرحبة وإضاءته الطبيعية الهادئة، ويهيّئ الأجواء للتركيز على الأساسيات، الشاي، والطعام، والرفقة.

بقيادة الشيف كريستيان بوينروسترو، ومختصّ الحلويات بارتا براتيم بوز، تميل قائمة الطعام نحو النكهات الفرنسية بأناقة.

تجد فيها تارت اللوز والليمون، وكعكات السكونز المحلاة بقشر البرتقال، وكريمة البندق المحشوة في عجينة هشّة هي مأكولات مألوفة، لكن مُحضّرة بإتقان عالي، وتُقدَّم إلى جانب سندويشات مصنوعة يدوياً ومكتبة شاي منتقاة بعناية.

ويُطلق عليه لقب غرفة جلوس أبوظبي، إذ أن المكان مصمَّم ليحتضن اللقاءات الصادقة والحوارات التي تطول أكثر مما يُخطط لها. مع نوافذه الممتدة من الأرض إلى السقف تطل على غابات القرم، وفي الأشهر الباردة، تصبح الشرفة الخارجية بجانب الماء هي المقعد المفضّل دون منازع.

 

ألْبا: فندق الريتز كارلتون، أبوظبي القناة الكبرى

يُعد شاي ما بعد الظهيرة في "ألْبا" دعوة للتأنّي والتلذّذ باللحظة. تحت قبب مزخرفة شاهقة، تعكس فيها التصاميم الداخلية طابع مهيب وأنيق في آن واحد، تمزج بين الطراز الأوروبي والبصمة العربية في التفاصيل.

تُقدَّم تجربة الشاي هنا على النهج التقليدي حيث تبدأ بمقبلات مالحة وسندويشات صغيرة خفيفة، تليها كعكات السكونز الدافئة والحلويات المنسّقة بعناية.

ورغم تغيّر القائمة حسب المواسم، إلا أنها كثيراً ما تميل إلى النكهات الزهرية والنباتية، مثل الشوكولاته الممزوجة بالورد، والتارت بطبقات من الحمضيات و زهرة البيلسان.

تُقدَّم كل قطعة في أواني فضية أنيقة، إلى جانب مجموعة واسعة من الشاي الفاخر، بما في ذلك الشاي المثلّج.

تُكمل المقاعد الإضاءة الدافئة، وطاقم الخدمة اللطيف، هذه التجربة المتكاملة التي تليق باسم الريتز كارلتون العريق.