أفضل وجبة فطور وغداء في أبو ظبي

 

تحوّل البرنش في أبوظبي إلى حدث اجتماعي مترف يُقام في عطلة نهاية الأسبوع. تمتد الجلسات لساعات طويلة، حيث تتنافس الأطعمة والمشروبات والأجواء لتقديم تجربة متكاملة.

فنادق العاصمة ومطاعمها صاغت مفهوم البرنش بطريقتها الخاصة، فبينما تقدّم بعض الوجهات بوفيهات ضخمة بعشرات محطات الطهي المباشر، تركز أماكن أخرى على قوائم مُختارة بعناية. ستجد مزيج من كرم الضيافة العربية الأصيلة وتجربة الأطباق العالمية.

فيما يلي جولة في أبرز وجهات البرنش التي تذهب أبعد من مجرد عرض فندقي تقليدي، لتقدم تجارب استثنائية بحق.

 

 

برنش الفخامة

قصر الإمارات، ماندارين أورينتال

يبقى برنش قصر الإمارات المعيار الذهبي حرفياً، إذ من الممكن أن تجد رقائق ذهبية صالحة للأكل تزيّن حلوياتك. يكفي المكان نفسه لتبرير سعر التجربة، مع إطلالات على الحدائق المشذبة وخليج العرب.

التركيز هنا على الجودة لا على الكثرة. يقدّم الفندق قائمة منتقاة بعناية حيث يُمنح كل طبق الاهتمام الكامل. من أبرز المحطات: ركن المأكولات البحرية الذي يضم الهامور المحلي، وسلطعون ألاسكا الملكي، ومحار طازج يُفتح أمامك مباشرة.

الأطباق الشرقية نجم القائمة، خصوصاً طبق "الأوزي" باللحم، الذي يُعرض كاملاً قبل أن يُقطّع بطريقة احتفالية. أما غرفة الحلويات فتُحوِّل المذاق إلى عرض مسرحي من ابتكار فريق المعجنات.

الخدمة تُحدث الفارق: طاقم يقظ دون إزعاج، كؤوس لا تبقى فارغة، وأجواء هادئة رغم أن مدة الجلسة محددة بأربع ساعات.

 

جزيرة زايا نوراي

رحلة القارب التي تستغرق 15 دقيقة من مرسى جزيرة السعديات للوصول إلى مكان البرنش هي جزء من المتعة بحد ذاتها.

الإطلالة الشاطئية أقرب إلى المالديف من الشرق الأوسط حيث الرمال بيضاء والمياه تركوازية، والخشب الطبيعي الذي يضفي جو من الفخامة المريحة. هنا، يبتعد البرنش عن الرسمية المعتادة في الفنادق، ليمنحك تجربة عفوية وحافية القدمين.

محطات الطعام تنتشر في نادي الشاطئ، حيث يطهو الطهاة في مطابخ مفتوحة. الشواية البحرية هي الركيزة الأبرز، مع أسماك ومحار تُطهى على الفحم. أما الأطباق العالمية فمقدّمة بجودة مطاعم متخصّصة.

البرنش جزء من يوم كامل على الجزيرة، مع دخول مجاني إلى شواطئها. كثير من الضيوف يأتون باكرًا للسباحة، أو يجولون بالدراجات، أو يسترخون في الأرجوحات المعلقة فوق المياه. حتى رحلة العودة بالقارب، مع اقتراب أفق أبوظبي، تجعل التجربة استثنائية وتستحق العناء للمناسبات الخاصة.

 

فوكيت أبوظبي

قطعة صغيرة من باريس على جزيرة السعديات، يقدّم مطعم فوكيت برنش مختلف. فبدلاً من البوفيه التقليدي، يعتمد "البرنش على الطريقة الفرنسية" بخدمة على الطاولات، لكنه لا يفقد روح عطلة نهاية الأسبوع.

التجربة تتبع هيكل الوجبة الفرنسية التقليدية، أطباق مقبّلات مشتركة، ثم الأطباق الرئيسية المقدّمة بشكل فردي، وأخيراََ الحلويات. هذا الأسلوب يضمن أنّ كل طبق يصل طازج وساخن، بعيداً عن سلَطات ذابلة أو أطباق فاترة كما في بعض البوفيهات الفاخرة.

قائمة الشيف بيير غانيير توازن بين الكلاسيكيات الفرنسية ولمسات شرق أوسطية خفيفة. المكوّنات عالية الجودة تتحدث عن نفسها: زبدة نورماندي، أجبان معتّقة، خبز دافئ. حتى طبق "البويابيس" (حساء السمك الفرنسي) ينافس ما يُقدّم في جنوب فرنسا.

يقع المطعم داخل متحف اللوفر أبوظبي، ما يجعل الكثيرين يجمعون بين زيارة المتحف وتذوّق البرنش. في الداخل، تضيف الأغطية البيضاء الأنيقة والخدمة السلسة حالة من الصفاء، بينما تُطل النوافذ على مشهد معماري ساحر يزيد التجربة تفرّد.

 

برنشات عائلية في أبوظبي

البرنش العائلي له طابع خاص، فهو تحدي مزدوج، الأهل يريدون الاسترخاء وتذوّق الطعام، بينما الصغار بحاجة إلى مساحة للمرح. لكن لحسن الحظ، تقدم أبوظبي وجهات ذكية تمزج بين الأجواء المريحة، خيارات الطعام المتنوعة، والأنشطة المخصّصة للأطفال.

منتجع وفلل السعديات روتانا

برنش "Sim Sim Family Fiesta" في السعديات روتانا صُمّم لراحة الأهل وسعادة الأطفال. يمتد عبر مساحات داخلية وخارجية تمنح الصغار حرية الحركة، بينما يستمتع الكبار بجلسة هادئة.

بوفيه الأطفال على ارتفاع مناسب لهم، ويضم خيارات تتجاوز وجبات "الناجتس"، ليقدّم أطباق صحية وجذابة. الترفيه حاضر طوال الوقت: من الرسم على الوجوه إلى ديسكو مصغّر تحت إشراف فريق متخصص.

كما يفتح نادي الأطفال "Aladdin’s Cave" أبوابه أثناء البرنش، ليحصل الأهل على وقت للحوار بينما يستمتع الصغار بالأنشطة. أما البوفيه الدولي فيبهر بتنوّعه، خصوصاً الأركان الآسيوية مثل "الدامبلنغ" والفرن الهندي. الإطلالة الشاطئية تكمل الصورة بجلسات تراس جميلة ومشهد البحر أمامك.

 

فندق ذا دبليو بي: جزيرة ياس

الأجواء مليئة بالحنين لعالم الأفلام، من مشاوي "غوثام سيتي" إلى الحلويات المستوحاة من "ويلي ونكا"، حيث تمتزج العروض المسرحية بمهارة الطهي الحقيقية.

المكان، كونه أول فندق يحمل علامة وارنر براذرز في العالم، يوفر محيط غني بالذكريات البصرية من مقتنيات سينمائية وشاشات تعرض مقاطع أفلام. هذه البيئة تستوعب حماس الأطفال بشكل طبيعي، وتخفف الضغط عن الأهل في أجواء أقل رسمية.

 

روزوود أبوظبي

برنش "Gourmet Family Brunch" في روزوود يتعامل مع الأطفال كذوّاقة صغار بدلاً من عزلهم في تجربة منفصلة. مثالي للعائلات التي لديها مراهقون أو أطفال أكبر تجاوزوا الأجواء الطفولية لكنهم لم يلتحقوا بعد بعالم الكبار.

المحطات هي لحظات تعليمية، حيث يشرح الطهاة المكونات وأساليب التحضير للمهتمين من الصغار. كما يوجد ركن خاص للمراهقين مزوّد بوسائل ترفيه تناسب أعمارهم.

الموقع على جزيرة الماريه يضيف لمسة راقية بلا تكلّف. الجلسات الخارجية تمنح الأطفال مساحة للحركة، بينما توفر النوافذ الكبيرة إطلالة على الواجهة البحرية. الأطباق العالمية والحلويات المميزة تجعل من هذه التجربة متوازنة وممتعة للجميع.

 

برنشات متخصصة

بيروت سور مير

على مقربة من متحف اللوفر أبوظبي، يقدّم بيروت سور مير برنش لبناني أنيق. الديكور يعتمد على تفاصيل أصيلة مثل البلاط اليدوي والنحاسيات دون مبالغة.

البداية مع مازات لبنانية شهيرة مثل الحمص والتبولة، وأطباق إقليمية نادرة. الأطباق الرئيسية توازن بين المشاوي والبحريات المحلية، بينما الحلويات تكون الكنافة ابتكارات الحديثة أُخرى. كما تُضفي الموسيقى الحيّة بطابعها الشرقي دفئ دون أن تطغى على الأحاديث.

كويـا أبوظبي

البرنش الغربي اللاتيني هنا يحمل توقيع مطبخ بيروفي مع لمسة يابانية. في "Sunset Brunch"، تُقدَّم المقبلات للمشاركة، تليها أطباق رئيسية وحلويات على طريقة "آلا كارت".

السيفيتشي منعش وحاد الطعم، يُحضَّر من الأسماك لحظة التقديم. أما المشويات من الـ روبوتا غريل فتأتي مليئة بالدخان والتوابل المتوازنة. التصميم الداخلي يجمع المنسوجات الغنية والفخار اليدوي والموسيقى اللاتينية التي ترتفع تدريجياً مع أجواء بعد الظهر. المشروبات المستوحاة من البيرو تكمل التجربة.

أوك روم، فندق إديشن أبوظبي

برنش "Gentleman’s Brunch" في أوك روم يستلهم طقس "السانداي روست" البريطاني، لكنه محبوب من الجميع.

الأجواء أنيقة ودافئة مكونة من أخشاب داكنة، ومقاعد جلدية، وإضاءة خافتة. الأطباق تدور حول لحوم مشوية فاخرة تُقدَّم على الطاولة، لحم بقر معتّق، وخروف بالأعشاب، ودجاج عضوي، مع "يوركشاير بودينغ" وخضار موسمية.

كما أنّ القائمة تضم كلاسيكيات بريطانية محدثة مثل "سكوتش إيغلز" و"بودينغ التوفي اللزج".

هذه التجارب تُظهر كيف نجحت أبوظبي في تحويل البرنش إلى احتفال متكامل: كرم ضيافة، إبداع في الطهي، وأماكن تذكرك بأنك في قلب عاصمة عالمية.