عيد الأضحى هو أكثر الأعياد هدوءً وتأملاً، حيث يكون وقت للصلاة والعطاء والاجتماع. في عام ٢٠٢٥ صادف العيد يوم الجمعة 6 يونيو، حاملاً معه عطلة نهاية أسبوع طويلة وإحساس عام بالتوقف والسكينة في المدينة. ويخلّد عيد الأضحى ذكرى تفاني النبي إبراهيم، حين أبدى استعداده للتضحية بابنه طاعةً لله.
بالنسبة لكثيرين في دولة الإمارات، يتميز العيد بالعبادة، وتبادل الهدايا، وقضاء عطلة نهاية أسبوع مكرّسة للعائلة. فإذا كنت زائر أو مقيم في أبوظبي، فستجد الكثير مما يمكنك الاستمتاع به في أرجاء المدينة خلال هذا العيد.
صلاة العيد في جامع الشيخ زايد الكبير
العيد في جوهره مناسبة روحية، وأجمل ما يُستقبل به هو الصلاة. مع شروق شمس يوم الجمعة 6 يونيو، سيجتمع كثيرون في جامع الشيخ زايد الكبير لأداء صلاة عيد الأضحى، في لحظة صافية من الوحدة في قلب أبوظبي. ويُعد الجامع من أكبر مساجد العالم، بمآذنه البيضاء، وزخارفه البديعة، وساحته التي تتلألأ في ضوء الفجر الرقيق. ورغم أن صلاة العيد أقصر من صلاة الجمعة، إلا أن التجربة عميقة الأثر، وبداية هادئة ومهيبة لعطلة نهاية الأسبوع.
أماكن قريبة بأجواء مترفة
من بين أكثر الخيارات سحر في العيد منتجع قصر السراب التابع ل أنانتارا، القابع في أعماق رمال الربع الخالي الحمراء. هناك يمكن استقبال العيد تحت سماء مرصعة بالنجوم، وخوض رحلة بالجمال في ضوء القمر، وحتى تجربة الغطس في حوض ثلجي وسط الصحراء، وهو أمر مغري خاصة في حر الصيف. ولمن يفضلون البحر، يستضيف قصر الإمارات بإدارة ماندارين أورينتال تجربة "عيد لا يُنسى"، مع مطاعم عائلية في "فاندوم"، وخدمات شخصية داخل الأجنحة، وأجواء مريحة في أجنحة مطلة على البحر.
أما ركسوس بريميوم جزيرة السعديات فيقدم خيار أكثر مرح وحيوية، مع إقامة شاملة وتذاكر مجانية لدخول معرض "فنومينا" من تيم لاب، وهو عالم تفاعلي مبهر لا مثيل له.
حفلات موسيقية وعروض كوميدية مباشرة
كل عيد في أبوظبي يحمل معه سلسلة حفلات تضفي على عطلة نهاية الأسبوع لمسة من الإثارة. هذا العام، تتوجه الأنظار إلى العين، حيث تستضيف قاعة المؤتمرات حفلات العيد بمشاركة نخبة من أبرز نجوم الغناء في المنطقة. في 7 و8 يونيو سيعتلي المسرح عاصي الحلاني، عيّاد، فؤاد عبد الواحد، ومحمود التركي في أمسيتين متتاليتين من الطرب والأغاني الحماسية.
وعلى جزيرة ياس، يقدم "مسرح الاتحاد" عرض "ديزني جونيور مباشر: هيا نلعب!"، وهو عرض ترفيهي سريع الإيقاع للأطفال، مع بعض المتعة لآبائهم. أما الواجهات البحرية في ياس باي فتتألق بالموسيقى الهادئة، من الجاز الحيّ إلى العزف الصوتي وأمسيات يقودها منسقو الموسيقى.
وفي دبي القريبة، يطل فنان العرب محمد عبده على مسرح "كوكاكولا أرينا" يوم 7 يونيو في حفلة استثنائية تستعرض مسيرته الممتدة ستة عقود. كما تحتضن مدينة جميرا حفلات على ضوء الشموع لأعمال فيفالدي وكولدبلاي، بينما يقدم مركز دبي التجاري العالمي عرض "ألف ليلة وليلة وزفاف" في قالب كوميدي مدهش. وعلى متن السفينة "كيو إي 2" يتحول عرض "عشاء مع لغز" إلى تجربة مسرحية تفاعلية، حيث تتكشف خيوط جريمة غامضة مع كل طبق يُقدَّم.
جرعة من الحماس في جزيرة ياس
جزيرة ياس معروفة دائماً بأجوائها النشطة، لكنها في العيد تزداد احتفال وتألق. من 6 إلى 10 يونيو، ستنبض حدائقها الترفيهية وممشى الواجهة البحرية بالحياة، مع أنشطة مستوحاة من التقاليد المحلية. في "عالم فيراري أبوظبي"، يمكن للزوار من مختلف الأعمار الاستمتاع بالرسم بالحناء، والخط العربي، وحياكة السدو، مع عروض رقصة العيّالة وتوزيع العيديات. ولمن يبحثون عن تجربة مليئة بالإثارة، فالأفعوانية "فورمولا روسا"، الأسرع في العالم، كفيلة بأن تجعل العيد ذكرى لا تُنسى.
أما "عالم الحياة البحرية أبوظبي" فيقدم تجربة أكثر هدوء، مع محطات حناء تقليدية، وفنون بالرمل، وعروض لرقصات البحارة، في أجواء بحرية تعكس طابع المكان. هنا تسود السلاحف البحرية وشفانين البحر بدل الأفعوانيات، لكن الذكريات لا تقل جمالاً. وبالقرب منه، يعيد مركز "كلايمب" الأدرينالين إلى الواجهة، حيث يضم أعلى جدار تسلق داخلي في العالم وأكبر نفق هوائي للقفز الحر في المنطقة، وهو وجهة مفضلة للعائلات مع المراهقين أو لمن يرغبون بحرق سعرات مأدبة العيد. تضيف العروض الخاصة والرقصات التقليدية وتوزيع العيديات بطابع ثقافي يزيد من البهجة.
السماء تتلألأ بعروض الألعاب النارية
تشتهر الإمارات بإتقانها لفن عروض الألعاب النارية العالمية. هذا العيد تألقت سماء أبوظبي بمشاهد مبهرة من الألوان، معلنة ختام كل ليلة من ليالي الاحتفال. في "واجهة ياس البحرية"، أُقيم واحد من أكثر العروض المرتقبة عند التاسعة مساءً من 6 إلى 8 يونيو، وبدء بعدها عشاء ممتع على الممشى مباشرة. وعلى كورنيش أبوظبي، أضاءت السماء في تمام التاسعة مساء يوم الجمعة، جاذبة الحشود نحو البحر. أما في العين،قدّم "ملعب هزاع بن زايد" سحره الخاص، مع عروض نارية بين 6 و 8 يونيو. فإذا كنت على الشاطئ أو بين الكثبان أو في مكان مرتفع يطل على الكورنيش، بقيت العيون على السماء في هذا العيد، والعدسات جاهزة.
نكهات العيد على الموائد التقليدية
يبقى أكثر الطرق أصالة لاستقبال عيد الأضحى هو المأدبة. عبر أنحاء أبوظبي، تتهيأ المطاعم لتقديم موائد سخية بنكهات راسخة تحتفي بروح العطاء. في مطعم "الرمال" داخل منتجع "إرث أبوظبي" الفاخر، ينتظر الزوار بوفيه عيد مميز، حيث تُقدَّم الأطباق الإماراتية المنزلية بروح عصرية، أرز عطري، ولحوم طرية تتفتت من العظم، وحلويات متبلة لزجة.
أما في جزيرة ياس أو السعديات، فيقدم مطعم "الفنار" في "ياس مول" لمسة أبسط وأكثر عائلية، بديكور يشبه المجلس الإماراتي التقليدي، وأطباق محببة مثل الجشيد والمجبوس بأحجام سخية. ولمن يرغبون في أجواء أكثر فخامة ومسرحية، يستضيف "سكاي دوم" في فندق دوسِت تاني أبوظبي بوفيه عيد فخم تحت واحدة من أروع القباب الزجاجية الداخلية في المدينة، مع محطات طبخ مباشرة مثل "المقلوبة" وحشد من الحلويات في أجواء احتفالية عائلية.
