مع الزيادة الكبيرة في عدد السكان الوافدين إلى أبوظبي خلال السنوات الأخيرة، شهدت المدينة طفرة ملحوظة في مشاركة الأطفال والشباب بكرة القدم، مما أدى إلى النمو السريع للأكاديميات والأندية في مختلف أنحاء الإمارة.
وبطبيعة الحال، فإن أول فريق يخطر على البال عند الحديث عن كرة القدم في دولة الإمارات هو نادي مانشستر سيتي، نظراً لارتباطه المباشر بالحكومة الحاكمة. لكن مانشستر سيتي ليس الاسم الوحيد في الساحة، إذ بدأت عدة أكاديميات شبابية في عاصمة الإمارات بالظهور كمنافسين بارزين على لقب أفضل نادي كروي للأطفال في أبوظبي. تابع القراءة لتتعرّف إلى أبرز الأكاديميات التي تصنع الفارق اليوم في المدينة.
-jpg.jpeg?width=1012&height=516&name=unnamed%20(24)-jpg.jpeg)
مدارس مانشستر سيتي لكرة القدم
لا يكتمل أي مقال عن كرة القدم الشبابية في أبوظبي دون ذكر مدارس مانشستر سيتي لكرة القدم. فهي تُعد أكبر وأشهر أكاديمية في المدينة، كما أنها الجهة المنظمة للدوري الشبابي، حيث تستقبل الفرق من فئة تحت 7 سنوات وحتى تحت 18 سنة. يتميز الدوري بمستوى عالي من التنظيم والتجهيزات، بما في ذلك وجود سيارات إسعاف ومسعفين دائماً في الخدمة لتقديم الرعاية الطبية عند الحاجة، إضافة إلى موظف مختص برعاية وسلامة اللاعبين.
ولا يقتصر دور مانشستر سيتي على تنظيم الدوري فقط، بل يشاركون فيه بفعالية عبر تقديم برنامج تدريبي شامل للبنين والبنات من عمر 3 إلى 18 سنة. ويقوده فريق من مدربي "سيتي" المعتمدين، حيث يقدمون برامج متنوعة تشمل:
- فريق التطوير: مخصص للاعبين الذين يتمتعون بروح عمل جادة.
- الفرق النخبوية: موجهة لأصحاب الإمكانات الاستثنائية.
- برنامج اللاعبين الموهوبين: صُمم خصيصًا لأكثر الرياضيين الشباب تميزًا.
يوفر هذا المسار فرص واضحة للتطور ضمن شبكة "سيتي فوتبول غروب"، فضلاً عن فتح قنوات اتصال مع أندية احترافية في مختلف أنحاء الإمارات.
وبفضل الدعم المالي الكبير والبنية التحتية المتطورة، تتميز الأكاديمية ببرنامج نسائي متكامل يُعرف باسم "سيتي غيرلز"، يوفّر بيئة آمنة وتنافسية للفتيات لتطوير مهاراتهن الكروية.
أكاديمية أبوظبي رينجرز لكرة القدم
لأولياء الأمور الذين يبحثون عن أكاديمية تقدّم مجموعات تدريبية أصغر حجم بما يتيح تدريب متخصص واهتمام فردي أكبر، تبرز أكاديمية أبوظبي رينجرز كخيار مميز. إذ يبلغ معدل المدرب إلى اللاعب 1:13 (مقارنةً بنسبة قد تصل إلى 1:25 في بعض الأكاديميات الأخرى)، ما يوضح تركيزها على التطوير الفردي الموجّه.
كونها شريك رسمي لنادي غلاسكو رينجرز، أحد أنجح الأندية في العالم بحصوله على الدوري المحلي 55 مرة، تعتمد الأكاديمية منهجية تدريبية منظمة تم تطويرها بالتعاون المباشر مع المركز الرئيسي في اسكتلندا.
المدرب الرئيسي مارك سوتر يتمتع بخبرة واسعة، اكتسبها من عمله السابق في المدرسة الدولية ببروكسل، وهو يشارك شخصياً في جميع جوانب التدريب، بل ويقود مجموعة من اللاعبين سنوياً إلى غلاسكو للتنافس مع فرق شبابية أخرى ضمن عائلة رينجرز. ويؤكد سوتر أنه لا يفرّق بين الأطفال الذين يدربهم، فالأهم عنده هو الموقف والسلوك داخل الملعب. هذه الفلسفة تعكس ما يجب أن يركز عليه أولياء الأمور: مدرب يقدّم تدريب احترافي ويغرس قيم ودروس حياتية عبر كرة القدم.
وتشارك فرق أبوظبي رينجرز في نفس الدوري الذي تلعب فيه فرق مانشستر سيتي للشباب، وقد أثبتت نجاحها مؤخراً بفضل جودة التدريب. ففي عام 2025، حققت فرق الأكاديمية أربعة ألقاب دوري، وكان أبرزها فريق تحت 14 سنة بقيادة المدرب ديفيد هيل الذي جمع بين لقب الدوري وكأس رمضان، وهو إنجاز يُفخر به. كما سيمثل فريق تحت 14 عام الأكاديمية هذا الصيف في بطولة كأس غوثيا المرموقة في السويد، ليكون واحد من ثلاثة فرق فقط من أبوظبي تشارك في هذا الحدث.
وتتميز الأكاديمية بمدة الحصص التدريبية الأطول مقارنة بمنافسيها، حيث يحصل اللاعبون دون سن العاشرة على 75 دقيقة من التدريب، بينما يحظى من هم فوق 11 عام بحصص تمتد إلى 90 دقيقة كاملة من التدريب المركّز.
أكاديمية يوفنتوس أبوظبي
بصفتها إحدى القوى العالمية الكبرى في كرة القدم، تمثل أكاديمية يوفنتوس أبوظبي واحدة من أبرز العلامات المرموقة في عالم الرياضة. ومع فروع إضافية في عجمان ودبي، ترسّخت مكانة الأكاديمية بقوة في مختلف أنحاء دولة الإمارات. وقد عزّزت سمعتها من خلال عدة جوائز مرموقة، منها جائزة أفضل أكاديمية كرة قدم وأفضل مشروع لتطوير كرة القدم في جوائز المراهقين واللياقة بالإمارات، إضافة إلى جائزة أفضل أكاديمية كرة قدم في الشرق الأوسط في جوائز SPIA الشرق الأوسط.
تعتمد الأكاديمية على منهج يوفنتوس الشهير، الذي يركّز على السيطرة على الكرة والتحلّي بالهدوء، وهما من العناصر الأساسية في كرة القدم الحديثة. يتم تطوير المهارات التقنية عبر تدريبات ديناميكية، فيما يعزز التدريب التكتيكي فهم اللاعبين لطرق الفوز أو الخسارة في المباريات. كما يتم الاهتمام بالجانب الذهني من اللعبة، حيث يتعلم اللاعبون اتخاذ القرارات السليمة أثناء اللعب. إلى جانب ذلك، تشجع الأكاديمية قيم مثل التضحية، والشجاعة، والعمل الجماعي، وهذا يساهم في تنشئة لاعبين متكاملين داخل الملعب وخارجه.
ويتألف الطاقم التدريبي من مجموعة من المحترفين المؤهلين بعناية، تم اختيارهم لخبرتهم وحماسهم، وقد حصلوا على اعتماد رسمي من إدارة نادي يوفنتوس في تورينو. ولضمان الجودة والاستمرارية، يتم إرسال ممثل من النادي الإيطالي إلى أبوظبي لمدة 30 يوم كل عام للإشراف على الأنشطة التدريبية وتنسيقها. وبفضل هذه الإجراءات، تترسخ مكانة أكاديمية يوفنتوس كواحدة من أفضل الأكاديميات الكروية في أبوظبي.
